كاذب في مدينة الضباب

كان يا مكان في حديث الزمان , وقريب العصر والأوان , أراد أحد العُربان أن يتم طلب العلم في بلاد الضباب ؛ ليكون من أولي العلم ومن ذوي الألباب , فيمم شطر ذات القباب , إلى العاصمة لندن , وهذا ما تم وأمكن .

وما إن حط رحاله , واستراح من ترحاله , حتى تدبر أمره وحاله , وليتعلم لغة أهل البلد , إنضم إلى عائلةٍ من والدٍ وامرأتهُ وولد , فعاش بينهم كأنه أحد الإنجليز يقول مُرحِّباً : ويلكم , ومن فضلك : بليز .

وفي يومٍ من الأيام غادر الوالدان إلى المتجر أو السوق , وبقيَ الغلام مع العربي واسمه « معتوق » , وكعادة الأطفال , صال الغلام في أرجاء المنزل وجال , ولسان حاله يقول : إذا غاب ذو المخالب والأظفار ؛ العب أيها الماوس وعندنا فار , وبينما هو يصول ويجول مع ذلك الصبي واسمه « بول » كسر أحد الأطباق , وخاف « معتوق » على الصبي وملأه الإشفاق أن يتعرّض للضرب والعقاب , أو الطرد خارج الباب , أو في أحسن الحالات وصفه بالكذّاب , ثم يلحقه العار ويكسوه الشنار . قال « معتوق » في نفسه : لماذا لا أكون أنا من كسر الطبق فبدل الطبق ألف طبق , فاستحسن الفكرة , وقد جاءته على حين غِرَّة , فالمهم أن يُبرّأ الصبي « بول » وتسلم الجرّة .

رجع الوالدان , والفوضى تعم المكان , و « معتوق » هو المتسبب وقد كان من كان , وأثناء التحقيق والأخذ والرد , وببراءة الأطفال قال الصبي « بول » في جد : أنا من كسر الطبق والكوب وهذا العربي بريء كبراءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب , فأُسقط ما في يد العربي ولم تنفعه نخوته , وعاتباه على سوء صنيعه وفعلته , فالتفتا إليه وقالا : أغرب عن البيت حالا ؛ فدارنا لا تصلُح لك مبيتاً ومآلا ... وابننا نربيه على الصدق والأدب , وأنت بفعلتك تلقنه السوء وتعلمه الكذب .

- سبحان الله - , في بلاد الكفر والفسق , يُربى النشء على الصراحة والصدق , ونحن الذين أكرمنا الله بالإسلام , لا نعير القيم والفضائل أي اهتمام , فناشئتنا عندما يُقال لأحدهم : أين أبوك ؟ يقول لك : إنه في الدمام أو في تبوك , وهو يعلم علم اليقين أنه في المجلس أو الصالة , يتجاذب الحديث مع عمه أو خاله , وناشئة غيرنا يقول الحق وليكن ما يكن , وهذا ما يُربِّي عليه الأبُ والأمُ الابنَ , وكأن الكذب كما يقول أهل الطب متلازمة , يعيشه أهل البيت من الأب إلى الخادمة .

ألم يقرأوا جميل الأقوال والأحاديث التي جرت مجرى الأمثال , أن الصدق منجاة والكذب مهواة , ألم يعوا المثل الشهير : حبل الكذب قصير .

ولنرجع إلى محور الحديث , إلى قصة « معتوق » مع صديقه « بول » ووالده « جون » وأمه « جوديث » , لنستخلص منها ما فيها من حميد الخصال وعظيم الأخلاق وكريم الفِعال . وليكن رائدنا في حياتنا الخلُق القويم والصراط المستقيم . bye

و احببت ان اقول لكم :
ربمــا القله منهم من يعلمون أبناائهم الصدق هنــاك .. !

وربمــا القله منــا يكذب .. !

ولكن

نحن أشرف منهم .. !

ويكفي إننا مسلمين .. !
و الحمد لله .. ! :rboll:

» مدينة الدار البيضاء